نختبئ خلف الخزانة
وراء زوجاتنا
بين ملابس أطفالنا
في المطبخ بين البهارات
بجانب خزانة الأحذية
داخل قن الدجاج
نبلل نفسنا
نرتعد من الفرح
وليس لنا تهمة
سوى الكتابة
يضحكني جداً
عندما أحضر مناسبة
وطنية ويبدأ المتحدث
بالثناء على شجاعتنا
يقفز إلى مخيلتي
مظهري وأنا مختبئ
في خزانة أطفالي
وهذا الأحمق يتحدث
عن بسالتنا وشموخنا
وأنا مختبئ في خزانة
طفلتي وجدت ساعتي
المفقودة ، كانت خلف
علبة الحليب
كانت مناسبة وطنية
جميلة ، والمتحدث يصرخ
بنا : يا حماة الوطن
لا شيء يخيفنا سوى
الوطنية والوطنيين
يا سادتي الكرام
أنا أحب هذه الأرض
هذه القطعة الصغيرة
من العالم
أحبها كأبنائي
كانت نظرات الدجاجة
وأنا مختبئ في بيتها
تقتلني ، كنت ألمح في
نظراتها شيء من الإشمئزاز
كأنها تقول :
إن فقدت حياتك قبل إنسانيتك
فأنت ميتٌ من الأحياء
وإن فقدت إنسانيتك قبل حياتك
فأنت حيّ من الأموات !
فالصومالي يعود في نهاية الأمر للصومال
رغم التخلف والحروب الأهلية والتصفيات
العرقية والأمراض القاتلة هو يعود لوطنه !
لن يتقاسم الثروة معكم
لن يغازل نسائكم
لن يسرق رغيف أولادكم
هو فقط يريد أن يدفن
بجانب أحلامه
بجانب صوت أمه
بجانب حلمه
الذي لم يتحقق !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق