حاولت أن انتهز هذا الحوار بسؤالها إن كنت أستطيع أن اجلس معها ولكني لم ادع لها مجال للرفض أو القبول عندما قمت اثناء سؤالي وجلست على الكرسي المقابل لها ، تفحصتها مبدئيا واتضح لي أنها تعاني من طفرة مادية ، فالأشياء التي إبتاعتها ليست ذات اهمية وشرائها يعتبر بريستيج للدخول إلى بعض المحلات فمن المخجل أن تخرج من المعرض ويداها خالية . لا تعرف الطريق إلى المطبخ فهذا واضح من يداها الناعمة والشديدة البياض ، غير متزوجة فشرودها الذهني عبارة عن حالة رومانسية وليس شرود ذهني اجتماعي يكون نتيجة الصدمات التي تنتج من العلاقات الأسرية سواءً كان من الأهل أو الزوج . ربما تكون اخر العنقود أو انها الفتاة الوحيدة في الأسرة .
: هل استطيع أن أأخذ رقم هاتفك ؟
أمل : اعطني رقم هاتفك وسأتصل بك .
: هل هذا وعد ؟
أمل : تقريباً .
تركتها جالسة تنتظر السائق وخرجت من المركز ليس هناك مكان ذهب إليه وليس هناك سبب يعجل تركي لها ولكن حاولت ان أبين لها بأنني شخص مشغول ، كي أعطي قيمة اجتماعية لشخصيتي التافهة . سأذهب إلى الديوانية فلقد اشتقت إلى ( أبو السلم ) ، كان مسعود موجود ، وكانت أمل من النوع المحبب لمسعود فطريقة لبس النقاب لديها تشبة ما يحبه مسعود . بدأت احب طريقة تفكير مسعود بالبنات فله ذائقة جنسية بحته ، فاللباس يعبر عن الشخصية ، وطريقة اللباس التي يحبها مسعود تعبر عن أنوثة طاغية تحاول التعبير عنها الفتاة بطريقة اللباس الذي ترتديه . كانت نظرتي لمسعود تدل على ان لدي شيء أوريد ان اخبره به . او انني فعلت شيء أضاع على مسعود فرصة ، حتى وإن كانت نسبة نجاحها لدية واحد بالمائة . ربما تكون لدي مسعود فرص كثيرة ولكنني اليوم أضعت عليه فرصة ذهبيه . كنت أنظر إلية وأبتسم . عند دخول فلاح قام سالم وأحضر ورقة اللعب وهو يقول : أربعة وهذه الكلمة تشبه كلمة ( أفتح يا سمسم ) لمحبي البلوت وهذه اللعبة تتشكل من فريقين وهم عبارة عن أربع أشخاص يتم التسجيل بها بطريقة ( لنا ، لهم ) وتنقسم اللعبة إلى لعبتين وهما ( صن – حكم ) أصغر رقم في اللعبة هو رقم 7 وما دون ذلك يخرج من الورق ويكون مجموع الأورق الموزعة 32 ورقة توزع على كل واحد من اللاعبين خمسة ورقات يتم الطلب من خلالها وتكشف ورقة في نصف الملعب فيقول الشخص اللذي وزع الورق : أول إما أن يطلب حكم او صن أو أن يقول ( بس ) لينتقل الإختيار للشخص الذي يليه حتى يتم الطلب وإن لم يتم الطلب ووصل الطلب للموزع ولم يطلب يقول : ثاني وللعلم فالطلب يتم بناءً على الورقة المكشوفة فإن اراد حكم من نوعة أخرى ينتظر حتى تكتمل الدورة الأولى لورقة المكشوفة وبعدها يستطيع ان يقول : حكم ثاني وإن أراد احد الأشخاص منعه من الحكم يستطيع ان يقول : صن فلجميع اللاعبين حق الصن على الحكم . وحق الصن على الصن يأتي بحكم الأسبقية فالذي يليك لا يستطيع أن يأخذها منك بحكم الأسبقه ويحق أخذها منك للذي تليه في اللعبة حيث ان نقطة المركز هو الشخص الذي وزع الورق. هذه اللعبة تعتبر لعبة الثعالب فهي تعتمد على المكر والدهاء في اللعب . يستطيع اللاعب أن يغش بها إن لم يكن الخصم منتبه له . كنت معهم في اللعبه وغائب عنهم بتفكيري . ما هذا الامل الذي انبلج من ظلمات الفراغ انتظر اتصالك حتى آخر ايام عمري ، فقط اتصال واحد وأعدك بعالم لن تخرجي منه أبداً . فكل شيئ شخصي يصبح في متناول الاخرين عن طريق العلاقة ، فلا احتاج إلا إلى رقم هاتفك لكي اعرف من انتي ومتى ولدتي ومن هم افراد اسرتك ومتى تنامين ومتى تستيقظين وأين تدرسين كل شيئ خاص بك يكون بين يدي برقم هاتفك فقط . أمل : احذري التقدم العلمي !
(( مما يروى عن اينشتاين انه كان مولعاً بتربية الحيوانات الأليفة ، وكانت لديه قطة تمادت في ازعاجه كلما ارادت الدخول او الخروج من الباب .بينما هو مشغول بأبحاثه ، فما كان منه إلا ان قام بعمل فتحة صغيرة في اسفل الباب كي تتمكن من الدخول والخروج كلما عنّ لها ذلك دون ازعاج، وبهذه الفكرة العبقرية استطاع التخلص من ازعاجها وحل المشكلة ، وبعد فترة ولدت القطة ثلاثة قطط صغار ، فما كان من العالم الكبير إلا ان قام بعمل ثلاثة فتحات صغبرة الى جانب الفتحة الاولى لتدخل وتخرج منها القطط الصغار هي الاخرى دون ازعاج ، وغاب عن بال عالمنا انها تستطيع ان تفعل ذلك من خلال الفتحة الاولى دون الحاجة الى تحويل الباب الى ما يشبه الغربال ، ما الذي يمكن ان نصف به شخصاً عادياً غير اينشتاين لو حدث منه ذلك ؟ ام انها العبقرية التي تحيط بأعظم الاشياء وتغفل عن الامور البسيطة وتغفر لصاحبها ما لا يغتفر لغيره..))
العلاقة الغرامية لا تحتاج لعبقرية كي تنجح ، فالكثير من هذه العلاقات مبنية على الخطأ ونجاحها مبني على فداحة الخطأ . يقول اتيان راي (المرأة لم تخلق لتكون محط اعجاب الرجال جميعاً بل لتكون مصدراً لسعادة رجل واحد )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق