الجحيم يمر من هنا ..!
الديوانية : شيء نتميز به حتى النخاع . كل ما يحدث هنا يبدأ من الديوانية ، الزواج ، الطلاق ، الموت ، الحياة ، القتل ، المغفرة ، الفقر ، الغنى ، الحب ، الكراهية ، الوفاق ، الشقاق ، اللقاء ، الفراق ، الهم ، السعادة ، وحتى الشيطان لا يبدأ عمله إلا من الديوانية ! من الديوانية تبدأ الحياة وتنتهي ، الزوج يهرب من زوجته بسبب الديوانية ، المرأة تتشاجر مع زوجها بسبب الديوانية ، وهي عبارة عن مكان مخصص للرجال يجتمعون به في أوقات متفرقة أو في كل الأوقات يتناولون به الشاي ويرتشفون القهوة ، يلعبون الورق ويتحدثون في كل الأمور ، السياسية منها والإجتماعية ، يتحدثون عن علاقاتهم الجنسية ، وعن علاقاتهم الشاذة ، كل ما يفعلونه هو الحديث وبعد هذا يأتي كل شيء . أنا من رواد ديوانية سالم العيطاني ، ذو أخلاق متوسطة العلو ، إفعل كل شيء إلا الاختلاف معه في وجهة النظر أو الرأي ، كل ما يقوله صحيح أو أن هذا ما يعتقده ، عندما ينظر الإنسان إلى المرآة لا يرى عيوبه ، وهذا ما يحدث مع ( أبو السُلم ) يقول جون آدم :
الكلام القاسي كالدواء !
مر ... ولكنه يشفيك .
سالم لا يعرف جون آدم وحتى لو عرفه لا أظن بأنه سيفهم ما يقوله ، ومن رواد الديوانية فلاح الخابري ، شخص قليل الكلام ومتفق مع أي شيء يقوله سالم ، وهذا ما يحبب سالم به ، مسعود الغراف ، شخص قليل الصبر ، عجل في كل الأمور ، يميل إلى العدائية . والبقية تأتى وتذهب كبريستيج اجتماعي لا أكثر ، دائماً ما تكون لقاءاتنا بعد صلاة العشاء وتمتد في بعض الأحيان حتى الهزيع الأول من الفجر ، الوقت الذي يسبق صلاة الأخيرة نقضيه بطرق عديدة منها ، التسكع في الأسواق والبحث عن بنات الحلال أو البحث عن اماكن جديدة تبعدنا عن أعين الأخرين عندما نجد بنات الانحلال . عباءات سوداء تبرز اكثر مما تخفي نقاب أو برقع أو خمار أجسام مكتنزة مؤخرات جميلة ، تصيب من ينظر إليها بالدوران ، ملابس تقليدية دخلت في دوامة الحداثة . وأظن اننا قبل الغزو لا نعرف هذه الأشياء ، جلبناها معنا من الخارج وأضفنا إليها بعض عوامل التعرية وأخذنا نتفنن في تصميمها وطريقة ارتدائها . مسعود يحب النقاب الذي ينحدر من أعلى الأنف حتى يظهر الوجنتين . وهو مستعد بأن يضحي بما تبقى من عمرة من أجل هذا الطريقة الجنسية في لبس النقاب . هو يظن بأن من يلبسن على هذه الطريقة دائماً ما يكن فارغات عاطفياً . دائما ما يمر بي مسعود ومعه بعض العينات من النوع المحبب إليه وبعد ان ينتهي منها يتصل بي ويقول لي : ما رأيك في البضاعة . ؟ بكل صراحة : ملامحنا لا تحمل من الوسامة الشيء الكثر ، ولكن ما نملكه من عينات يدل على أننا نفيض من شدة الوسامة . هناك خطأ في الأمر ولا نعلم ما هو وهذا لا يهم فالمهم في الأمر أننا نستمتع كثيراً ! . الحفلات الصاخبة التي نقيمها دائماً ما تكون فردية شاب وفتاة يحتسون الخمر قليلاً يرقصون قليلاً ويمارسون الجنس طوال الليل . وهذه الحفلة اجمل بكثير من ( القعدات ) وهذه هي مفردة يستخدمها ابناء البلد لوصف الحفلات الجماعية الماجنة ، فالفقراء يقيمون قعدات والأغنياء كذلك ، تجد القعدات منتشرة هنا وخصوصاً في يوم الخميس . ومن طقوس هذه القعدات أن تدخل الفتيات بغطاء للوجه او نقاب في اغلب الأحيان كي تتأكد أنها لا تعرف أحد يكون من أقربائها ، وعندما تتأكد من عدم معرفتها لأحد ترمي كل شيء . والمصيبة أن الإسلاميين يطالبون بلبس النقاب ويقولون أنه هو اللباس الإسلامي ! وأنا أحياناً أظن أن الإسلاميين يدعمون القعدات لمطالبتهم الدائمة بلبس النقاب ، والمصيبة أننا لم نسمع عن النقاب منذ ظهور الإسلام فالذي نعرفه هو الحجاب وأن هذا الاخير هو اللباس الإسلامي المعروف . النقاب هو لباس ابتدعه الاتراك ايام الدولة العثمانية وكان هذا اللباس هو اللباس المخصص لنساء السلطان العثماني حيث انه يملك أكثر من امرأة بين جارية وزوجة وكن يعرفن بطريقة لباسهم كي يعاملن باحترام . ونحن أخذنا هذا الباس وطورناه حسب أهوائنا ورغباتنا الكامنة ، وحديثي عن فتيات الحفلات الصاخبة ليس مقتصراً على مرتديات النقاب ولكن حتى المتبرجات واللاتي يلبسن الجينز وال تي شيرت عندما يردن الذهاب إلى حفلة ماجنة يلبس النقاب والسبب يعود إلى أننا مجتمع محافظ . وتختلف هذه الحفلات بين حفلة مزاج ، وحفلة مشروب ، وحفلة تنقيط هناك فتيات يذهبن إلى الحفلات كي يشربن الخمر وهناك فتيات يذهبن إلى الحفلات من أجل المال وهناك نساء يذهبن فقط لمجرد الترفيه عن أنفسهن . وأنا أتحدث عن فئة معينة تجدها في كل مجتمع ، والخطأ هنا دائما ما يولد في البيت ويتربى في مراحل الدراسة وينتهي في احدى الشقق المشبوهة . والمصيبة أن الدول المحافظة تتجه للانحراف كهدف اقتصادي عندما تفتقر لمقومات اقتصاد طبيعية او جغرافية تدعم مسيرتها الدولية ، وهذه النظرية الاقتصادية ولدت لدي الإنسان في المجتمعات المحافظة فكرة الانحراف بهدف اقتصادي . فأي إنسان وخصوصاً النساء في هذا المجتمع عندما تنضب لديهم مقومات الحياة الإنسانية سواءً كانت عمل حكومي أو عمل خاص تدر عليهم مبلغ من المال يجعلهم يعيشون حياة إنسانية كريمة يتجهون إلى الانحراف كهدف اقتصادي لا أكثر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق